“ينشر الخبر الحصري”اسباب منسية ل الإهمال العاطفي للاطفال

كتبت/ دكتورة نهلة صيام

دكتورة في ألامراض النفسية و  العصبية وعلاج والادمان

 

 

 

الإهمال العاطفي للطفل مش بينحصر معناه في الأذى الجسدي بالضرب أو الإهانة،لكنه كمان ممكن يكون بس بعدم الاهتمام بمشاعره أو تجاهلها أو التقليل منها و إيهامه بعدم أهميتها..او عدم التصديق عليها، وده ممكن يسبب له مشاكل نفسية كبيرة على المدى الطويل خاصة لو الطفل طبيعته أنه ذو حساسية نفسية عالية..بيبقى تأثره بده اكبر و ترجمته جواه أنه غير مهم أو مش متشاف أو مش محبوب أو مالوش قيمة 💔 الطفل اللي بيحس بعدم أهميته أو إن محدش مهتم بيه، ممكن يكبر وهو بيعاني مشاكل كتير زي مثلا ضعف في ثقته بنفسه، أو أنه يبقى عنده مشاكل في التعامل مع الناس.

——————————-

✍️من الأمثلة الأكثر شيوعا للإهمال العاطفي أو عدم تلبية الاحتياجات العاطفية الأساسية للطفل:

لما الأهل ما يلبوش احتياجات الطفل العاطفية زي:

 

التفرقة بين الاخوات بتمييز بعضهم عن البعض في الامتيازات أو في المعاملة أو حتى في إظهار الحب.

مقارنة الطفل بالآخرين خاصة لو مع الإشارة بالكلام أنهم افضل منه أو أنه أقل كفاءة.

التجاهل لما الطفل يحاول يعبر عن مشاعره أو مشاكله أو التسفيه منها وعدم التصديق عليها.

عدم الاحتفاء بتصرفاته الحسنة او بانجازاته الصغيرة بالتشجيع والإعجاب والثناء والمدح بل تجاهلها.

عدم التعبير عن الحب للطفل سواء بالكلام أو القبلات أو الاحضان

عدم تقديم الدعم النفسي وقت ما يكون محتاجه خاصة لو اتعرض لموقف حس بيه بالخوف أو القلق أو اي شكل من عدم الأمان زي تجاوز حد لحدوده أمام الأهل و هما ساكتين أو بيضحكوا..أو تعرضه التنمر.

وجود الأهل “جسدياً”حوالين الطفل بس من غير تواصل فعلي أو اهتمام وتفاعل دائم معاه،يكونوا موجودين بس مش متواجدين.

——————

✍️بعض الاعراض اللي بتشاورلنا على احتمالية معاناة الطفل من الإهمال العاطفي:

مش بيعرف يعبر عن مشاعره ولا بوصفها ولا بيتكلم عنها، ممكن تلاقيه يكتم مشاعره وتظهر في اعراض زي تهتهة أو قضم اظافر أو تبول لا ارادي.

عنده ضعف في الثقة بنفسه – دايماً حاسس إنه مش محبوب أو مش مهم أو مش متشاف أو مش كفاية.

عنده مشاكل في تكوين علاقات ، يا إما منعزل ومنطوي أو تجنبي مش بيعرف يتعامل مع الناس أو متساهل في حدوده معاهم ومتقبل للإساءة منهم تجاهه،أو بيسعى لارضائهم ولو على حساب نفسه واحتياجاته وبيبديهم على نفسه

خايف دايماً من الرفض أو الفشل،بيخاف يقرب من الآخرين أو يكون صداقات يترفض أو يتحكم عليه أو قلقان دائما من إنه ما يكونش محبوب.

تصرفاته إما عدوانية علطول غضبان ومشحون بغضب و مندفع وبيطلع اللي جواه باندفاعية في اي حد واي مكان في شكل غضب ،أو النقيض..منطوي ،منعزل لوحده، أو يفضل ساكت ومش بيتكلم خالص،مش بيشارك الاطفال اللعب أو الاهتمامات.

عنده اضطرابات في النوم أو الأكل ، ممكن ينام كتير أو ما يعرفوش ينام بسهولة أو ينام أقل ويعاني من ارق ، ياكل زيادة أو يفقد شهيته.

أداءه الدراسي متأثر ، مستواه بينزل أو مش قادر يركز.

—————-

✍️مع وعينا بأهمية تلبية الاحتياجات النفسية..محتاجين نركز على تلبيتها للطفل بشكل دائم و مستقر ولو بخطوات بسيطة:

إظهار الحب والدعم دائما بالتعبير عنه كلاميا أو بالاحضان والقبلات

 

التعبير عن الاعجاب بتصرفاته الجيدة من أبسط التفاصيل لحد اجتهاده في أي شيء مهما كان بسيطا وتشجيعه والمكافأة على نجاحاته الصغيرة وتشجيعه على أنه يكتشف اللي بيحبه واهتماماته و ممارستها،مع حرص على تعزيز ثقته بنفسه

 

مدحه والثناء عليه في وجوده أو أمام الاخرين،و عدم ذكر عيوبه أمام الأقارب أو الأصدقاء

 

تفهمه وتقدير مشاعره والتصديق عليها واحترامها،وان يبقاله مساحة يعبر عنها بلا نقد أو احكام للمشاعر..لما يهدى نحاول نتناقش معاه و نوجهه ازاي يعبر عن مشاعره.

 

اتكلم معاه دايماً عن نفسه وعن يومه، اسمعه كويس بانصات و اهتمام،وخليه يحكي عن مشاعره و رأيه.

 

كن متواجد بشكل حقيقي و فعال مش بس بالجسم، لكن كمان بإظهار الاهتمام الحقيقي والتفاعل معاه.

—————-

✍️على المدى البعيد لو الإهمال ده استمر ممكن الطفل يعاني من تبعاته و هو بيكبر و يجعله أكثر هشاشة نفسية وأقل قدرة على تحمل الضغوط وبالتالي احتمالية أعلى لمعاناته من الاكتئاب و القلق مع أحداث الحياة بعد كده و بتكون قدرته على التكيف أقل و بيكون أكثر استجابة لكل مثيرات المشاعر الموترة مع عدم القدرة على التعامل معاها بشكل صحي وفعال بحيث أنه لا يكبتها ولا يغرق فيها ..ولا توجه تصرفاته فيكون اندفاعي ومتهور بدون ما يقيم لو نتيجة تصرفاته ممكن يبقى فيها ضرر عليه أو على الآخرين

 

صعوبة في تكوين علاقات عاطفية واجتماعية و مشاكل في العلاقات ..يا بيكون فاقد الثقة في الآخرين و مفترض منهم سوء النية ومش قادر يديهم الأمان فيبادر بالهجر أو الإساءة..أو يكون شكاك أو تجنبي أو منطوي..أو العكس أنه يكون على النقيض قيمته بذاته بيستمدها منهم و من آراؤهم فيه فيكون اعتمادي على الآخرين ويقدم تنازلات لاستمرار وجودهم في حياته ولو بالتهاون في وضع الحدود وتقبل الإساءة.

 

الطفل ليهم احتياجات عاطفية تلبيتها أساس لسواءهم النفسي بعد كده في حياتهم..كتير من الأهالي بيغفلوا عنها وسط تركيزهم على تلبية الاحتياجات المادية الله يعينهم..بس محتاجين توعية كمقدمي رعاية بأن الحب والاهتمام مش رفاهية، دي حاجة أساسية لنمو الطفل بشكل سليم. ومحتاج يستمدها بشكل أساسي من مقدمي الرعاية الأساسيين..فخليك دايماً مصدر أمان ودعم لطفلك، لأنه بيحتاجك أكتر مما تتخيل و لك دور أساسي في ترسيخ إحساسه بالأمان عشان يكبر وهو متطمن أنه يستاهل الحب والدعم والأمان والشوفان..ومش محتاج بعد كده يتنازل عن أي شيء يمس كرامته عشان يحصل عليهم..

 

اظهر المزيد