الخبر الحصري… «دخل الحضانة خرج كفيفًا».. «آدم» ضحية الإهمال الطبي

صراخ هستيرى مجهول السبب، تزداد حدته بنزول «الرضيع» مع أمه إلى الشارع لتداخل الأصوات والضجيج، ما دفع الأم إلى استشارة طبيب، فاكتشفت المأساة أن «آدم»، حين دخل مع توأمه «آسر» إلى إحدى الحضانات عقب ولادتهما، لم يُفحص لهما قاع العين، فأُصيب «الأول» بالعمى: «ابنى شايف الدنيا سودة»، دمعت عين والدة الضحية، وهى تذكر: «عملنا محضر، ورُحنا النيابة، وعاوزين عقاب للمتسببين بالإهمال».

التوأم أول فرحة لوالديهما «أمجد» و«آية»، وكونهما وُلدا قبل الشهر التاسع، «راحوا حضانة في بهتيم بالقليوبية، حولتهم لحضانة تانية بالوراق في الجيزة، وهناك حدث الإهمال وعدم توقيع الكشف الطبى على الصغيرين، وحدثت الكارثة بعمى أحدهما»، ويروى الأبوان رحلة عذابهما: «محدش فينا فرح بالعيال، ولا كنّا بنلمسهم حوالى شهر ونص من ولادتهم، وفوجئنا باتصال من القائمين على الحضانة التانية بيطلبو أخذ ابننا (آسر)، وبعدها طلبوا خروج (آدم)، ومن شدة فرحتنا لم نكترث بتوقيع كشوفات جديدة حتى عرفنا بإصابة الطفل الثانى بالعمى».

والدة التوأم كانت تلاحظ أن «آدم» «على طول عينيه مركزة ناحية السقف، ولا يحرك النن مثل أخيه، ولا ينتبه لصوتها على مدار نحو 3 أشهر»، وتروى والدمع يتساقط من عينيها: «حبيبى لما كنت بنزل بيه الشارع على طول يبكى ويصرخ، وحتى في البيت صراخه متواصل، وخايف دايمًا، لحد ما رُحت لطبيب أستشيره، عرفت إن ابنى مصاب بانفصال في الشبكية من الدرجة الخامسة، وكان لازم فحص قاع عينه داخل الحضانة، وعلاج اعتلال الشبكية بالليرز أو بأى طريقة أخرى».

الأم صُدمت حين قال لها الطبيب: «نسبة الأمل ضعيفة إن عينيه يرجع يشوف بيها إلا لو أُجريت له عملية جراحية في الشبكية، ونسبة نجاحها تكاد تكون 20 في المِيّة، ولو شاف هيكون بنضّارة مضغوطة، وطول عمره هيعمل عمليات جراحية!».

والدة «آدم» تمسكت بالأمل الضئيل، وزارت أطباء كبارًا لإجراء العملية المُكلفة ماديًّا، والتى تفوق قدراتها، وتقول: «مش لاقية حد فيهم عنده ميعاد قريب، اتصلنا بدكتور أعطانا موعدًا في فبراير المقبل، وابنى كل يوم بحس إنه بيموت منى، وحالته أكيد هتدّهور أكتر».

الأم توجهت إلى الحضانة محل الواقعة، وأخبرت الاستشارى بأنه «لازم تفحصوا عيون الأطفال لأن ابنى بقى كفيف»، وتروى أن الطبيب قال لها: «إحنا عارفين إنه لازم الفحص»، فسألته مُنهارة: «طيب ليه ماتعملش لابنى (آدم)، ده بقى أعمى.. حرام عليكم»، وحينها هددها بأنها «مضت على ورقة تتعهد فيها باستكمال علاج صغيرها بعد الخروج من الحضانة»، وفق حديثها.

وجففت أم «آدم» دمعها، وقالت: «يعنى ابنى اتعمى، وإحنا اللى هنشيل المسؤولية، ومانعرفش أصلًا بضرورة الفحص من قِبَل الحضانة، ولما سألنا كل الآباء بعد واقعة ابنى أكدوا أن عيالهم لم يُفحص لهم قاع العين».

ويعيش والد «آدم» مأساةً، ويروى: «فرحتى بعيالى وقدومهم للدنيا أصبحت كابوس»، وتقول زوجته: «نفسى الولد يشوفنى، يشوف أخوه توأمه، مش شايف غير سواد قدامه، يا رب يشوف، إحنا نور عنينا ضاع».

الحضانة محل الواقعة بشارع التل في الوراق، والقائمون عليها رفضوا التعليق على ما حدث، وكانوا يباشرون عملهم، ويستقبلون أطفالًا من حديثى الولادة وناقصى الوزن، وطلبت النيابة العامة تحريات أجهزة الأمن حول الواقعة، بعد استدعاء والدى الطفل «آدم» لسماع إفادتهما، حيث أكدا أنهما بصدد تقديم شكوى لنقابة الأطباء ووزارة الصحة والسكان.

اظهر المزيد