“الخبر الحصرى” إكتشاف مليون أوقية ذهبية في الصحراء مصر الشرقية

كتب/محمد مجدي

“ينشر الخبر الحصرى”

تسعى مصر إلى تطوير قطاع التعدين لزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 5% خلال العقدين المقبلين مقارنة بـ0.5% في الوقت الراهن، لذا طرحت البلاد مؤخرًا العديد من فرص التنقيب عن المواد التعدينية واستحوذ الذهب على النصيب الأكبر منها.

 

ويبرز منجم السكري باعتباره أحد أهم المعالم التعدينية في مصر التي تشير إلى الطبيعة الجيولوجية الغنية للبلاد مع احتواء أراضيها على ثروات، وكذلك عثر في المنجم على رواسب من المعدن الأصفر منذ عهد المصريين القدماء.

 

يشار إلى أن الشركة الفرعونية لمناجم الذهب كانت المشغل الأول لمنجم السكري قبل أن تستحوذ عليها سنتامين”.

يوصف “السكري” بأنه منجم ذهب ضخم يأتي ضمن أكبر المناجم في العالم، ويقع في منطقة جبل السكري، والذي اكتسب المنجم اسمه منها.

وبحسب التقديرات الاستكشافية للسكري؛ يتميز المنجم بانتشار معدن الذهب على امتداده، ما يجعله من ضمن المناجم الأكبر في أفريقيا والعالم.

ويقع جبل السكري في صحراء النوبة، التي تُعَد جزءًا من الصحراء الشرقية، والواقعة على بُعد 30 كيلومترًا جنوب مرسى علم التابعة لمحافظة البحر الأحمر .

ورغم أن منجم السكري، هو منجم مصر الأول في العصر الحديث؛ فإن هناك آثارًا في عدة نطاقات من الحفر تشير إلى أنه استُخدِم قديمًا في عهد المصريين القدماء.

كما أن المنطقة التي يوجد بها المنجم عُثِرَ فيها على خرائط تعود للعصر الفرعوني تدل على احتواء جبل السكري على مناجم ذهب استُخدِمت قديمًا.

ويعد منجم السكري أحد المشروعات المشتركة بين هيئة الثروة المعدنية وشركة سنتامين الأسترالية؛ فهو نتاج اتفاقية وقعت عام 1994 بين الحكومة والشركة الفرعونية لمناجم الذهب الأسترالية، سنتامين حاليًا، للبحث عن الذهب والمعادن واستغلالها.

 

وتبلغ مساحة منجم السكري الواقع أقصى جنوب منطقة الهضاب الجيراتينية، نحو 160 كيلومترًا مربعا.

 

وبعد اكتشاف منجم السكري تقرر إنشاء شركة السكري لمناجم الذهب في مايو من عام 2005، بمنطقة امتياز يبلغ طولها 160 كيلومترًا مربعًا، لاستغلال المنجم.

وشركة السكري، ذات رأسمال مشترك بين هيئة الثروة المعدنية التابعة لوزارة البترول ، وسنتامين التي يقع مركزها الرئيس في أستراليا.

 

في عام 2009، بدأت شركة سنتامين إنتاج المعدن الأصفر من السكري؛ ليصل إنتاجه حتى الوقت الراهن لنحو 5 ملايين أوقية من الذهب، وفقًا لآخر رصد لشركة سنتامين في تقريرها الفصلي عن الربع الأول من عام 2022، والذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وأظهرت أحدث مراجعة لاحتياطيات السكري من الذهب والمعلنة أواخر عام 2021 تحقيقها نموًا هو الأعلى منذ 10 سنوات؛ لتصل احتياطيات المنجم لنحو 5.8 مليون أوقية من الذهب.

وبناءً على المراجعة الحديثة للاحتياطي؛ من المتوقع أن يمتد عمر المنجم لـ12 عامًا أخرى، وفقًا لبيانات شركة سنتامين.

وخلال الربع الأول من العام الجاري 2022، في المدة من يناير حتى نهاية مارس الماضي، تراجع إنتاج الذهب في منجم السكري إلى 93.1 ألف أوقية مقابل 107.5 ألف أوقية خلال الربع الأخير من العام الماضي (أكتوبر – ديسمير).

وعند المقارنة على أساس سنوي؛ فإن إنتاج المنجم كان أقل أيضًا؛ إذ بلغ نحو 104.04 ألف أوقية من الذهب خلال الربع الأول من عام 2021.

ورغم ارتفاع أسعار الذهب؛ فإن مبيعات سنتامين من الذهب المستخرج تراجعت إلى 92.55 ألف أوقية، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، مقابل 106.5 ألف أوقية خلال الربع نفسه من 2021.

 

ونتيجة انخفاض الكمية المبيعة، تراجعت إيرادات شركة سنتامين المشغلة لمنجم السكري، الذي يُعَد أكبر أصل تمتلكه، إلى 174.6 مليون دولار خلال المدة من يناير حتى نهاية مارس الماضي، مقابل 189.9 مليون دولار خلال الربع نفسه من العام الماضي.

وفي مجمل عام 2021، تراجع إنتاج السكري إلى 415.37 ألف أوقية، مقابل 452 ألف أوقية خلال عام 2020.

ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج المنجم خلال العام الجاري بين 430 و460 ألف أوقية من الذهب، قبل أن يصعد الإنتاج إلى ما بين 450 و475 ألفًا خلال العام المقبل 2023.

وتتوقع سنتامين أن يتراوح إنتاج الذهب في منجم السكري بين 450 و500 ألف أوقية خلال عام 2024، وفق توقعات الشركة الصادرة في ديسمبر 2021.

وتشير بيانات محافظة البحر الأحمر إلى أن مخزون الذهب في منجم السكري هش وسهل التكسير، ويتداخل مع مركبات جراتينية من بلورات التوناليت، وهي صخور نارية ذات الحبيبات البركانية.

وينقسم مخزون الذهب في منجم السكري إلى 4 نطاقات؛ وهي: “الفراعنة وراع وآمون والغزالي”.

 

ويوجد بالمنجم محطة صهر رباعية تنتج ما مقداره 200 ألف أوقية في المتوسط سنويًا، ويطبق الطريقة التقليدية في عملية التعدين لفصل الذهب.

 

وتمر عملية استخراج الذهب في السكري بالتكسير، وبعدها تجميع المادة الخام الناتجة عن التكسير، ومن ثم طحن المادة الخام، وتعويم المادة الخام لفصل المعادن الثمينة.

 

وبعد تعويم المادة الخام، تأتي علمية التصفية والطحن، وفصل المعادن الثمينة عن طريق استخدام محلول السيانيد، والتجفيف باستخدام الكربون النشط، وبعدها يُفصَل الكربون عن المعادن، وفصل الذهب والمعادن الثمينة.

 

وفي النهاية، تُحفظ البقايا لاحتوائها على العديد من ترسبات الذهب ثم يُضاف محلول السيانيد والكربون النشط، وبعدها تُفصل ترسبات الذهب التي تخلفت عن العملية السابقة.

و “محلول السيانيد” هو مادة سامة بيضاء تأتي في شكل حبيبات أو بلورات صلبة؛ إذ تُنْتِج غاز سيانيد الهيدروجين ومن ضمن استخدامها استخراج الذهب والفضة.

وتضخ شركة السكري المياهَ من البحر الأحمر إلى المنجم لإجراء عمليات تعويم المواد الخام والإحلال والترسيب في محطات المتابعة.

 

ومنجم السكري، مرشح ان يحتل مرتبة ضمن قائمة أكبر 10 مناجم ذهب عالميًا.

وتتوقع شركة سنتامين أن يصل إنتاج منجم السكري إلى نحو 500 ألف أوقية من الذهب بحلول عام 2024، وهو المستوى الذي تجاوزه عامي 2016 و2017 قبل أن يتبع الإنتاج منحنى هبوطيًا حتى العام الماضي، فيما يعد مناجم ولاية نيفادا الأمريكية في صدارة قائمة أكبر 10 مناجم ذهب في العالم، بحجم إنتاج وصل إلى 3.31 مليون أوقية، أو ما يعادل نحو 2.9% من الإنتاج العالمي.

كما تراجعت حصة مصر من الأرباح المحققة من مبيعات ذهب منجم السكري خلال الأشهر الـ3 الأولى من العام الجاري إلى 8.5 مليون دولار، مقابل 21.7 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة نفسها من العام الماضي.

وفي عام 2021، تراجعت حصة مصر من أرباح مبيعات ذهب منجم السكري إلى 75.2 مليون دولار، مقابل 174.27 مليون دولار خلال 2020.

كما انخفضت حاصلات مصر من شركة سنتامين نتيجة مبيعات ذهب منجم السكري إلى 21.67 مليون دولار مقابل 24 مليون دولار خلال 2020.

 

يعد منجم السكري أشهر منجم تجاري في مصر حاليا بالنظر إلى إنتاجه الضخم، لكن يوجد كذلك منجم حمش، وهو منجم فرعوني قديم يقع بالصحراء الشرقية وتديره شركة حمش مصر لمناجم الذهب، بالإضافة إلى منجم إيقات، المكتشف حديثا ومازال قيد التطوير.

وفي يونيو 2020، نجحت مصر في تحقيق كشف تجاري للذهب بمنطقة إيقات الواقعة في صحراء مصر الشرقية، باستثمارات تُقَدَّر بأكثر من مليار دولار طوال السنوات الـ10 المقبلة، والواقع بمنطقة امتياز شركة شلاتين للثروة المعدنية، وهو ما يجعله كشفا مصريا خالصا.

وشركة شلاتين للتعدين الواقع في امتيازها منجم إيقات، يتوزع رأسمالها بين هيئة الثروة المعدنية (35%) وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية (34%)، وبنك الاستثمار القومي (24%)، والشركة المصرية للثروات التعدينية (7%).

وبحسب بيانات وزارة البترول ؛ يقدر احتياطي منجم منطقة إيقات بأكثر من مليون أوقية من الذهب وبنسبة استخلاص 95%، وتعد هذه النسبة من أعلى نسب الاستخلاص، إذ يبلغ متوسط تركيز الذهب 1.5 جرامًا في الطن.

وعقدت أول جمعية عمومية لشركة إيقات لمناجم الذهب والمسؤولة عن تنمية كشف إيقات التجاري، في نوفمبر 2021.

 

يأتي ذلك مع طرح مصر مزايدات عالمية للبحث عن المعادن ومنها الذهب منذ عام 2020، في إطار تحديث قطاع التعدين واستهدافها رفع مساهمة القطاع إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

 

 

اظهر المزيد