الخبر الحصري مات ثعلب الساحات القضائية مشوار فريد الديب من عزله بالسلك القضائي إلى أشهر محامي

كتب /محمد مجدي عويس

 

“ينشر الخبر الحصرى”

 

ثعلب في الساحات القضائية.. بمجرد أن يخبط القاضي على المنصة مطرقته، لا صوت يتحدث في القانون إذا تكلم مُدافعًا عن موكله، زملاءه من خلفه يتزاحمون لسماعه دفوعه، ليشرح دروسًا جديدة داخل قلعة المُحاماة.. «فريد» لقب بالعديد من الألقاب «ثعلب» يفحص القضايا ليعثر على الثغرات التي يوجه نحوها دفوعه.

 

وتوفي المحامي الكبير فريد الديب، اليوم الثلاثاء، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 79 عاما.

 

كان فريد الديب من أبرز رجال القانون في مصر، حيث تولى الدفاع في قضايا عديدة ذات ثقل سواء في الحياة السياسية، وفي الأوساط المحلية خلال العقود الأخيرة.

 

في عام 1943 وُلد الديب في حي السيدة زينب ، وحفظ للقرآن وهو طفلا في كُتاب السيدة زينب، وواصل رحلته إلى المحطة التي تمناها، بداية من بوابة النيابة، وضع «الديب» قدمه في دائرة جنوب القاهرة وكيلا للنيابة العامة بها، ثم قادته حركة التغييرات إلى نيابات الوايلي ومنها إلى شرق القاهرة، ونيابة سوهاج.

 

من القاهرة، إلى صعيد مصر، تنقل الديب في السلك القضائي بالنيابة العامة، حتى جاء عام 1969، أصدر قرار باستبعاده، بسبب انتقاده لنظام الرئيس جمال عبد الناصر، بتحمليه مسؤولية ما جرى في حرب 1967.

 

ليُكمل مسيرته في العدالة، قرر الديب في عام 1971 أن يسلك طريقًا في المحاماة، وخلال مسيرته عرف الرجل باقتناص ثغرات القضايا؛ ليُصبح في سنوات قليلة واحدًا من أشهر المحامين في ساحات المحاكم، ويدون اسمه من ذهب بين من ارتدوا روب المحاماة.

 

العديد من القضايا توالاها “الديب” بينهم رؤساء وكُتاب وفنانون وسياسيون؛ وترافع عنهم في ساحات المحاكم، وفي بعض القضايا التي أثارت جدلًا كبيرًا خلال مسيرته كان من بينها قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، عام 1997، وانتهت القضية بالسجن 15 عامًا لـ«عزام» بتهمة التجسس.

 

الرئيس المصري السابق «محمد حسني مبارك» حيث أنه تولى الدفاع عنه هو وعائلته، فلم يدافع عنه في قضية واحدة بل دافع عنه في ٣ تهم، وهي الاشتراك في قتل المتظاهرين والحصول على هدايا من الشركة التي يمثلها حسين سالم والاشتراك مع وزير البترول الأسبق في تصدير الغاز الإسرائيلي بأسعار زهيدة.

 

وكذلك دفاع عن وزير الداخلية الأسبق “حبيب العادلي”، كما أنه دافع عن العديد من من كبار رموز النظام القديم في مصر كالقضية الشهيرة للجاسوس الإسرائيلي «عزام عزام»، وقضية رجل الأعمال والسياسي المشهور «هشام طلعت مصطفي».

 

وترافع عن شخصيات شهيرة كـ «نجيب محفوظ» و«محمد السعدني» و«إبراهيم سعد» و«مصطفي أمين» و«الدكتور سعد الدين ابراهيم»، وأيضا كان محامي الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» وعائلته.

 

وترافع عن الفنانة «يسرا» عندما حاول أحد الضباط اقتحام منزلها والاعتداء عليها، وتمكن من إخلاء سبيل «ثناء شافع» عميد معهد الفنون المسرحية بعد اتهامه بحيازة مواد مخدرة بقصد التعاطى، وترافع عن كل من «فيفى عبده» و«مدحت صالح».

 

وتعد قضية رجل الأعمال «حسن راتب» المتهم في قضية الآثار الكبرى آخر قضاياه، حيث قال للقاضي خلال الجلسة أنه مريض بالسرطان وستكون هذه آخر قضية له في محاكم الجنايات.

 

ورغم ما سطرته مرافعات الديب من نجاحات كبيرة، خسر العديد من القضايا منها قضية الجاسوس «عزام عزام» في 1997، كما خسر قضية الدكتور «أيمن نور»، وقضية «أيمن عبد المنعم» مدير مكتب وزير الثقافة لقطاع الآثار، وقضية «محمد الوكيل» رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، كما تم استبعاده من 127 قضية وعضواً للنيابة.

اظهر المزيد