خانته على فراش الزوجية وخططت لقتله..

تفاصيل جديدة في جريمة العشيقين بأكتوبر

بصوت مبحوح بالكاد يسمع، ودموع تغالب العيون، حاولت ربة منزل مراوغة رجال الشرطة؛ ظنًا أن بمقدورها خداع جهات التحقيقات والإفلات من عقوبة السجن بل قد تصل إلى “حبل المشنقة”.

“ناس غريبة اقتحموا الشقة وضربوا جوزي وهربوا.. معرفش هما مين” بهذه العبارة أجابت ربة منزل على أسئلة رجال الأمن على خلفية إصابة زوجها بكسر في الجمجمة؛ نتيجة ضربه بآلة حادة على رأسه.

عدم وجود بعثرة في محتويات المسكن او اكتشاف سرقة أي مبال مالية او مصوغات ذهبية كان بمثابة لغز. فكيف لأشخاص اقتحموا منزلا في وقت متأخر من الليل الشروع في قتل مالكه دون الاستيلاء على أشياء ثمينة.

في تلك اللحظة، تسربت الشكوك إلى رجال المباحث بأن الزوجة هي مفتاح حل اللغز. كثف الضباط تحرياتهم حول تصرفات المشتبه بها وتتبع خط سيرها يوم الواقعة إضافة إلى تحديد المترددين على العقار خلال الفترة الماضية.

لم تمر سوى ساعات حتى تحولت شكوك المباحث إلى يقين. أيقن الضباط أنهم أمام حلقة جديدة من حلقات مسلسل الخيانة الزوجية.

واجه رجال المباحث الزوجة بالتحريات والأدلة العينية فكانتا بمثابة الضربة القاضية التي أنهت كل شئ. انهارت السيدة وأدلت باعترافات تفصيلية لجريمة تقمصت فيها دور البطولة موزعة الأدوار على عشيقها وشقيقها ليخلو لها الجو مع من منحته حبها في الخفاء.

على مدار عام، ارتمت ربة منزل في أحضان عشيقها. ضربت زوجها في “مقتل” سلبت منه أعز ما يملك “الشرف”. منحت جُل حبها واهتمامها للعشيق تاركة والد طفلها الوحيد يدور في ساقية البحث عن لقمة العيش حتى دفعها تفكيرها الشيطاني للمضي قدما في التخلص منه إلا أن القدر كان له كلمة أخرى قلبت الموازين 180 درجة.

داخل أحد أحياء مدينة السادس من أكتوبر، استقرت ربة منزل وزوجها السائق البسيط. يغادر الثلاثيني عش الزوجية كل صباح للانتظام في عمله ويعود مع غروب الشمس ليغدق ما جمعه على زوجته وطفلهما الصغير.

ظن الرجل أن الحياة منحته مفتاح السعادة بمنزل يسوده الود والحب لاسيما وجود رابط قوي بينه وبين زوجته “طفلهما” لكن يد الغدر كانت تخطط بدقة لكتابة الفصل الأخير من حياته بمشاركة أقرب الناس إليه.

منذ أيام تلقى مأمور قسم ثان أكتوبر إشارة من مستشفى الشيخ زايد بوصول سائق في الثلاثينات من العمر مصابا بكسر في الجمجمة إثر الاعتداء عليه بآلة حادة.

أخطر المأمور العميد علاء فتحي رئيس قطاع أكتوبر الذي وجه بسرعة الانتقال إلى محل إقامة المصاب بينما يتوه فريق آخر للمستشفى والاطلاع على التقرير الطبي وسؤال الطبيب المعالج عن إمكانية استجواب السائق.

فريق بحث شكله العقيد فوزي عامر مفتش قطاع أكتوبر، تركزت جهوده على استجواب الزوجة وسماع أقوال الجيران ومراجعة كاميرات المراقبة لرصد حركة الدخول والخروج بالعقار محل الواقعة، وفحص علاقة الزوجين.

تحريات المقدم إسلام سمير رئيس مباحث قسم ثان أكتوبر، كشفت عن مفاجأة. تبين أن زوجة المصاب وراء ارتكاب الواقعة بالاشتراك مع سائق يقيم بنفس المنطقة وشقيقه.

وكشفت التحريات أن العشيق كان يتردد على مسكن الزوجة في غياب زوجها، وكانت تطلب من صغيرها النزول للعب بالشارع لتهيئة الأجواء لاستقبال عشيقها. واستمرت علاقتهما الآثمة طوال عام تخللتها لقاءات محرمة في حضرة الشيطان.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكنت مأمورية من ضبط المتهمين الثلاثة. أقرت الزوجة باتفاقها مع السائق “عشيقها” على التخلص من زوجها، وخططا لقتله أثناء نومه.

اعتدى العشيقان والمتهم الثالث على الزوج بعتلة حديدية وتركاه ينزف ظنًا أن وفاته لن تستغرق سوى دقائق. تركوا مسرح الجريمة لإبعاد أصابع الاتهام عنهم إلا أن رجال المباحث كشفوا المستور فضلا عن استقرار حالة الزوج بالمستشفى.

وتحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة، إلى النيابة العامة التي بارت التحقيق.

 

اظهر المزيد