“الخبر الحصرى”جوانب خفية لا تعرفها عن حبة الغلة ،، يكشفها الاستاذ الدكتور:صلاح غريب عطية للخبر الحصرى

كتبت / نهلة حمدى

“ينشر الخبر الحصرى”

بعد انتحار الطالبة بسنت مستخدمة تلك الحبة السامة،

إلتقينا بالاستاذ الدكتور:”صلاح غريب عطية” أستاذ الادوية والسموم بكلية الصيدلة -جامعة الزقازيق وايضا” الامين العام لإئتلاف من اجل مصر بمحافظة الشرقية وحوارنا معة حول تفاصيل تلك القاتل الخفى والتى تسردها اليكم السطور القادمة

 

ماهى مكونات حبة الغلة؟

عبارة عن مركب فوسفيد الالمونيوم “Aluminum Phosphide”، السام والمستحضر يوجد في صورة أقراص وزن القرص 3 جرامات ليعطى واحد جرام من غاز فوسفيد الهيدروجين، السام ” Phosphine Gas ”

 

فى ماذا تستخدم هذة الحبة؟

تستخدم لمنع تسوس محصول القمح، وحمايته من الحشرات الضارة نتيجة استخدامها في تخزين جميع الحبوب الزراعية مثل القمح والذره والأرز، بادعاء أنه لا يمكن تخزين تلك الحبوب إلا باستخدام هذه ألاقراص وأن كل أمبول يحتوي على 20 قرصا، علما بأن مدة التخزين 45 يوما ويتم تجديدها طوال بقاء المخزون، وقد حظرت عشرات الدول العربية استخدامها، بعد تسببها في زيادة نسبة وفيات الأطفال ، وللاسف تسجل وزارة الزراعة حبة الغلة كمبيد حشري، وتدخل مصر بشكل رسمي، ولا توجد أية محاذير على تداولها

 

هل هى فعلا سامة؟

أن خطورة «حبة الغلة» تكمن في إطلاقها غاز شديد السمية وهو غازالفوسفين ” Phosphine Gas ” وإن 150 الي 500 مجم من هذا المركب كفيلة بقتل إنسان وأن علبة الأقراص مدون عليها أن القرص الواحد ينتج 1 جم من غاز الفوسفين.

وان عقب ابتلاعها بالماء أوتلامسها للماء او حاض المعدة تصدر غاز الفوسفين شديد السمية بل والمميت والذي ينتج عنه قصور في عضلة القلب وهبوط حاد في الدورة الدموية، ويستغرق المريض عددا من الدقائق القليلة قبل وفاته.

والتعامل مع هذه الحالات فور وصولها لقسم علاج السموم بالمستشفى يجب القيام بعمل الإسعافات الأولية ويتم ادخال الحالة غرفة الإعاشة لأن الغاز السام يؤثر على القلب ثم يتم الحصول على العلامات الحيوية الخاصة بالمريض ولا يوجد ترياق صريح لعلاج هذا النوع من الحالات.

وتشير الإحصائيات إلى أن من 250 ألفا إلى 370 ألف شخص يموتون على مستوى العالم من تناول هذه الاقراص وأنها المسؤول الأول عن ثلث حالات الانتحار في جميع أنحاء العالم في عام 2018. كما تشير الإحصائيات ، إلى ان عدد الوفيات ببعض محافظات مصر قد ارتفع وازداد من شهر يونيو 2018 وحتى يونيو 2019 بنسبة 46%، حيث وصل أعداد الوفيات في عام 2018 إلى 70 حالة، بينما في عام 2019 وصلت حالات الوفاة إلى 113 حالة، ووصلت أعلى نسبة مصابين خلال العام الماضي إلى 41 حالة في شهر سبتمبر وتوفي منهم 6 أشخاص، أما في العام الحالي فتشير الإحصائيات إلى انتقال 47 مصابا إلى المستشفى الجامعي باحدي المحافظات خلال شهر يوليو مصابين لقي منهم 17 مصرعه.

وحدث بمدينة الباجور بان الأعداد التي أستقبلها مركز السموم بالمستشفي الجامعي منذ شهر يناير 2018 وحتي الشهر الجاري مايقرب من 500 حالة، وقد توفي منهم 160 حالة مابين التعاطي المتعمد للانتحار او الغير متعمد لسوء الاستخدام لحبة الغلة

 

ماذا يحدث عندما يقوم الانسان بتناولها؟

العلامات والأعراض:

عادةً ما تظهر أعراض التسمم بعد الابتلاع في غضون بضع دقائق ، والنتيجة القاتلة الرئيسية لابتلاع فوسفيد الألومنيوم هي انهيار الدورة الدموية، والتي تؤدي إلى التأثيرات المباشرة على عضلة القلب، بالإضافة إلى فقدان السوائل، وتلف الغدة الكظرية والعلامات والأعراض غير محددة، وتعتمد على الجرعة وتتطور بمرور الوقت. تعتبر العلامة السريرية السائدة هي انخفاض ضغط الدم الحاد وعدم استجابته للعلاج بالدوبامين.  وقد تشمل العلامات الأخرى الدوخة، والتعب، وضيق التنفس، والصداع، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال والترنح، والخدر، والشعور بالمرارة، والهزة، وضعف العضلات، واليرقان. قد يُصاب المريض بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة إذا حدث استنشاق شديد للأبخرة، بالإضافة إلى فشل القلب، وعدم انتظام ضربات القلب، والتشنج والغيبوبة. وتشتمل العلامات المتأخرة علي تسمم الكبد والكلى ومن ثما فشل وظائفهما.

 

وقد اثبتت بعض الدراسات انه الي الان لم يتم التعرف علي الألية التي بها يسبب غاز الفوسفين ” Phosphine Gas” الخلل الوظيفي العام لاعضاء الجسم ، وعليه لم يتم التوصل الي ترياق خاص لعلاج الحالات التي تحضر متأخرة للمستشفيات والتي يكون غاز الفوسفين قد انتشر في جميع خلايا وانسجة اعضاء الجسم الحيوية والتي بدأ في التدخل السافر في وظائفها الحيوية ولذلك تكمن محاولة تجاوز والتغلب علي الاعراض التي قد تودي بحياة المصاب في احتمالية اعادة الوظائف الحيوية لاعضاء الجسم بالتدريج.

والسبب بانه علي الاغلب بان الغاز السام ” غاز الفوسفين – PH3″ الذي ينتج من الابتلاع لهذ السم هو التثبيط الغير التنافسي لانزيم السيتوكروم اوكسيداز ” Cytochrome Oxidase C ” وبذلك يتم الاغلاق التام لعملية الفسفرة التاكسدية ” Oxidative Phosphorylation ” وبالتالي التاثير العام علي نظام التنفس الخلوي في ” Mitochondera ” وبذلك يؤدي الي أزمة عامة لانتاج المركبات الخازنة للطاقة والممثلة في مخازن الطاقة الخلوية “ATP” بجميع خلايا وانسجة اعضاء جسم الانسان الحيوية ، ولايفرق الغاز السام بين عضو واخر وبذلك ويثبط الإنزيمات الخلوية الحيوية ويسبب تآكلًا مباشرًا للأنسجة. تبدا انسجة كل عضو في فقدان وظيفتها الحيوي ومن ثما العضو كاملا ، بالاضافة الي أن هذا الغاز السام يؤدي الي انحدار الاس الهيدروجين بالدم ” Blood pH ” وكذلك اعضاء الجسم لتصبح في الجزء الحامضي مسببا مايسمي” Metabolic Acidosis ” والتي تنتج من تجمع حامض اللكتيك “Lactic Acid ” في الدم وبذلك تبدأ وظائف الاعضاء الحيوية في التدهور تدريجيا لان خلاياها وانسجتها اصبحت لاتعمل في الوسط الطبيعي الذي تعمل فيه كالمعتاد وبعدها تتدهور وظائف جسم الانسان وبذلك يفقد المصاب حياته. ولذلك يلاحظ التاثير علي القلب والاوعية الدموية والجهاز التنفسي لان وظائفهم الحيوية هي التي تلاحظ وتظهر كأعراض يعاني منها المريض ويلاحظها الطبيب المعالج.

يقوم التفاعل التالي بإطلاق الفوسفين عندما يتفاعل فوسفيد الأومنيوم مع الماء او حامض المعدة :

AlP + 3 H2O → Al (OH) 3 + PH3 ( حال التفاعل مع الماء المشروب في المعدة )

AlP + 3 HCl → AlCl3 + PH3 ( حال التفاعل مع حاض المعدة)

 

بماذا نقوم بإسعاف من قام بتناولها؟

العلاج والنتائج:

يقوم علاج حالات تسمم فوسفيد الألومنيوم على العلاج التحفظي بشكل كُلي بسبب عدم وجود ترياق محدد وتتقارب معدلات الوفيات الي 60٪. كما يعتبر تصحيح الحماض الأيضي هو حجر الزاوية في العلاج ، وقد يقلل استخدام كبريتات المغنيسيوم كعلاج محتمل في حالات تسمم فوسفيد الألومنيوم من احتمال حدوث نتيجة مميتة ، مثلما أوردت العديد من الدراسات. ، وخاصةً في غضون ساعة أو اثنين بعد الابتلاع ، يمكن أن يكون إزالة السموم فعالًا خاصة الغير المُمتصّة من الأمعاء أو ما يُعرف بإزالة تلوث

 

القناة الهضمية. لذلك يمكن استخدام بعض المركبات التالية كمحاولة التخلص من المادة السامة قبل امتصاصها من المعدة وهي: وزيت البرافين – وزيت جوز الهند – وبيكربونات الصوديوم

ويجب اتباع الخطوات التالية حال حدوث حالة تعاطي مثل هذه الاقراص:

1- في المنزل:

عند معرفة ان الشخص تعاطي القرص خاصة وقبل مرور ساعة ، يتم الاتصال الفوري بالاسعاف ومركز السموم لتحضير انفسهم لاستقبال الحالة والقيام بالاسعافات الاولية للحالة واعداد بعض الادوية ومنقذات الحياة والاحتياجات الخاصة للحالة

منع المتعاطي من شرب المياه تماما او الحليب ( لان معظم مكوناته من الماء) والذي يسرع من انطلاق غاز الفوسفسين السام

تحضير مخلوط من زيت البرافين 50-100 مل( المتوفر بالصيدليات) وزيت جوز الهند 50-100 مل مع خلطهما ببودرة بيكربونات الصوديم في كوب ويتم اعطائه للمتعاطي ليشربه بكامل ارادته شرط ان يكون علي وعي كامل ولم يفقد الوعي ولو حتي جزئيا

يتم حفظ المتعاطي للمادة السامة في مكان دافء ويمكن الاستعانه ببطانية كغطاء حتي يحافظ علي درجة حرارة الجسم نظرا لفقدان الجسم القدرة علي توفير مخازن الطاقة.

2- حالة وصول حالة التسمم الي المستشفي:

حال وصول الحالة الي المستشفي يكون الفريق الطبي جاهز ومستعد كل الاستعداد للقيام بالعمل الازم للتشخيص والتعامل مع الاعراض التي ظهرت والتي سوف تظهر علي المريض حفاظا علي اعضاء الجسم الحيوية مثل القلب – الرئتان- الكلي- الكبد – المخ….الخ ، لتعمل بالحد الادني أو بكامل قدراتها الحيوية.

التعامل مع الحالة حسب التوقيت الذي وصلت فيه للمستشفي ( قبل مرور ساعة ) بعد تعاطي الحبة حيث كلما كان وصول الحاله للمستشفي باسرع وقت كانت نسبة التعافي ونجاح العلاج عالية

ممكن عمل غسيل معدي ( حال وصول الحالة الي المستشفي في وقت قصير لايزيد عن الساعة والنصف – وعدم شرب اي مياة) باستخدام زيت البرافين وزيت جوز الهند وبيكربونات الصوديوم ( لما للاخيرة من قدرة علي تعادل جزء من حامض المعدة الذي يسهم في اطلاق الغاز السام من حبة القمح)

يمكن اعطاء محلول كبريتات الماغنسيوم بالحقن – لقدرتها علي العمل كاكاسحة للايونات الشاردة باستخدام الجلوتاثيون المختزل ” GSH” ولما لها من قدرة علي تثبيت حالة القلب وتقلل من حدوث اضطرابات في انقابض عضلات القلب ” Antiarrhythmic effect” وقد ثبت علميا انها تقلل من حالات الوفيات.

 

ينبغي مراقبة الدورة الدموية بصورة مستمرة والاستعداد للإنعاش المبكر مع استخدام السوائل الوريدية في جميع المرضى الذين يعانون من التسمم الحاد لفوسفيد الأومنيوم.

يمكن حقن الكورتيزون او الهيدروكورتيزون لمجابهة الصدمة التي ربما تحدث

وقد ثبت علميا باان برمنجانات البوتاسيوم وان الفحم النشط لا دور لهما في التخفيف من السمية او انقاد بعض الحالات المسممة.

 

ماهى التعليمات والارشادات لمن يتعامل فى بيع هذة الحبة بمجال الزراعة؟

أن هذه الأقراص مسجلة بوزارة الزراعة برقم 673 وهي مستوردة بهذا التصريح، ولابد للدولة ان توقف استيراد هذه الأقراص وتقوم بتوفير بديل لها على أن يكون آمنا بشكل أكبر على المواطنين لأنه يعتبر من احد الوسائل القاتلة التي يلجأ لها بعض من تسول له نفسة من الانتحار والتخلص من نفسه بما يترك الاثأر النفسية السيئة علي الاهل والمجتمعات بالاشمل،

 

هل يوجد رقابة على من يبيع هذة الحبة لغير الفلاحين والمزارعين؟

ويجب منع تداول هذه الحبة لأنها شديدة الخطورة ويجب محاسبة من يثبت تداوله لهذه الحبة وغلق المنشأة التي تخالف ذلك.لابد وان تتدخل الدولة المصرية الجديدة لوقف استيراد هذه الأقراص وتوفير بديل لهذا النوع على أن يكون آمنا بشكل أكبر على المواطنين. وزارة الصحة التأكد من توفير الاستعدادات الطبية والاسعافات السريعة الازمة لنقل حالات التسمم باسرع وقت لمراكز السموم والتي يجب ان يتوفر مركزا واحدا علي الاقل للسموم بكل مستشفي جامعي او مستشفي مركزي واحد علي الاقل بكل مدينة او مركز بجميع المحافظات بمصر علي ان يكون مجهزا بجميع الامكانات الازمة للتعامل العلمي مع مثل هده الحالات ومجهزا باحدث التجهيزات العلاجية من اجهزة وادوية حديثة بكميات كافية وتوفير القوي البشرية المدربة ومن ذوي الخبرات العلاجية العالية لمثل هذه الحالات.

اظهر المزيد