“الخبر الحصرى”جريمة لا تغتفر ويعاقب عليها القانون

كتبت/ أميرة ابوالخير

“ينشر الخبر الحصرى”

ايا كان اختلافنا فى مفهوم التحرش والذى يرجع هذا الاختلاف الى اختلاف وجهات النظر فكل منا يتخلف نظرته عن الاخر والذى يظهر من خلال إبداء الرأى فى أمر ما الا اننا نتفق على ان التحرش ماهو الا جريمة لا يسامح عليها لا شرع ولا قانون ..فالتحرش بالمعنى العام :هو أى فعل او قول غير محبب متخذا سلوكا اعتدائيا يتعارض مع الاخلاق والمبادئ السوية والحقوق العامة متمثلا إنتهاكا فاضحا للكيان الانسانى ،بدءا من المضايقات البسيطة وصولا الى حالات الابتزاز والاعتداء الجنسى أو الجسدى او اللفظى الذى يخلق بيئة مهنية او تعليمية مخيفة أو عدائية أو هجومية .

1. وشكل التحرش يختلف من زمان لزمان فمثلا يذكر كان الشاب الصفيق قديما يقف على رصيف محطة الترام بالقرب من المكان المخصص لركوب السيدات وعندما يجد سيدة تقف بمفردها يقترب منها بمنتهى البجاحة ويقول لها دون سابق معرفة بنسوار ياهانم .

2. أما اليوم فأصبح التحرش على الملا فلم يخجل الشاب من إبتزاز السيدات وأصبح فى أى مكان وكل مكان وأى وقت بل وأتسع أيضا على شبكات التواصل الاجتماعى الانترنت وغيرها ولم يعد مقترصا فقط على الكلمات البذيئة بل شمل أيضا الصور والفديوهات والرسائل النصية الفاضحة مستخدما تلك الجرأة او بشكل أوضح البجاحة والاسلوب المنحل الرخيص.

IMG 20220107 WA0101 موقع الخبر الحصرى

كما يندرج تحت هذا التعريف تعريفات أخرى لانواع التحرش متمثلة فى كلا من :-

التحرش الجسدى : والذى يعنى لمسى الشخص او الامساك به فى مواضع حساسة بشكل غير لائق واستخدام إيماءات مخيفة غير مريحة او محاولات التقارب او التلامس الجسدى المتعمد أو احتضان شخص ما بشكل غير لائق ومبالغ فيه واللمس غير المرغوب فيه للشعر او الملابس أو احد أجزاء الجسد .

أما التحرش اللفظى : فهو يتم من خلال القاء نكات او ملاحظات او تلميحات او طرح اسئلة جنسية غير لائقة او الاستفسار عن الميول الجنسية او التاريخ الجنسى فى مكان العمل او الدراسة او امستخدام لغة مسيئة وتوجيه الشتائم والالفاظ المسيئة والتعليق بشكل سلبى على ملابس الشخص او جسده او سلوكه الشخصى واصدار اصوات مشبوهة غير لائقة كأصوات التقبيل او الصفير .

أما التحرش البصرى أو المرئ : والذى يكون من خلال فضح العورة و إرسال صور او مقاطع فيديو جنسية عبر مواقع التواصل الاجتماعى دون إبلاغ الشخص وإيماءات غير مريحة ومحببة تجاة شخص آخر والتحديق فى جسد شخص أخر بشكل عدانى وغير محبب وفاضح ،وجعله يشعر بعد الارتياح وعرض رسائل أو محتوى بذئ من موقع أو كتاب أو مجلة .

أما التحرش الجامعى : هو ذلك الذى يتم فيه الإبتزاز من قبل الاساتذة للطالبات والطلاب احيانا .

ويظل الدافع أو السبب وراء ظاهرة التحرش كامن ومخفى أو غير واضحا بشكل صحيح فقد يكون ذلك طبع غلاب أو لحظة طيش عابرة أو من أجل تحقيق رغباته الانانية التى ولد بها الشخص بالفطرة والتى تتمثل فى أن الانسان أنانى بالفطرة حيث يسعى الى تحقيق رغباته الاولية والتى تتمثل فى الأكل والشرب والشهوات حتى ولوعلى حساب الاخرين غير مكترثا للمؤثرات السلبية التى ستؤثر بعد ذلك على الاخرين .

ولكن هناك فى أوساطنا الاجتماعية من يسند هذا الدافع إلى أنه لحظة طيش كمبرر بائس للمتحرش يشفع له أمام جريمته المزعومة من قبل الملابس أو المكياج أو كشف الشعر أو إظهار بعض مناطق الجسد للانثى التى نالت منه وأوقعته تحت حكم غرائزه الانانية وشهواته ولذاته التى لا سلطة من حقها التبرير ولا حتى الشكوى والدفاع عن ذاتها.

ولكن التحرش لم يكن مقتصرا أو حكرا على الاناث فقط بل للذكور أيضا حظٍ منه :-

فيطال التحرش جميع الناس من مختلف الاجناس والاعراق والطبقات الاجتماعية والاعمار بالاضافة أيضا الى ذوى القدرات الخاصة أو المعاقين وذلك بالتعدى عليهم بشكل غير لائق منتهزين ضعفهم فى تنفيذ جريمة التحرش .

و لم يقتصر أيضاعلى الاماكن العامة فقط بل اصبح فى كل مكان وأى مكان وفى اى وقت واى زمان مهددا بذلك المجتمع بما فيه من صغار وكبار الذكور منهم والاناث .

وكما ان ظاهرة التحرش ليست بجديدة على المجتمع لذلك خصوصية كل منا وعدم الافصاح عنها والامر ايضا بالنسبة للاماكن العامة تجعلنا تحت رهن عدم التلاعب بنا أو التأثير السلبى علينا ووضع كل من هوت عليه نفسه لارتكاب هذة الجريمة تحت رهن التحذير والعقاب والذنب الذى لا يغتفر حتى لا يفعل ذلك .

ومن أهم النتائج التى خلفها حوادث التحرش:-

فلا يمكن أن نتخيل حجم الالام على النفس البشرية بداية من الاكتئاب المصاحب بألالام جسدية وصولا الى الانتحار ،وخاصتا فى مرحلة المراهقة والشباب .

وأمابالنسبة لموقف المجتمع إيذاء هذة الظاهرةوما يحدث منها من مضايقات وإبتزازات يتخبط فى إبداء رأيه واقفا على الحياد لا يمتلك القوة ولا الجرأة فى توجيه أصابع الاتهام الى المتحرش .فكيف سنتوقع منه تمكين المبادرة فى القضاء عليها والتخلص منها وحماية المرأة ؟! الامر كذلك بالنسبة للصغار المتعدى عليهم يبقى أمرهم قيد التكتم والنسيات تحت شعار “وصمة عار” فلازالت تلك الحوادث متكررة ولازلنا متغاضيين عنها بل والاكثر التقليل من وقعها تحت غطاء تقديم الاعذار لتبرير هذا السلوك غير اللائق وتلفيق الحدث وجعله طى النسيان .

لذلك لكى نمنع التحرش ونقضى عليه :-

يتعين على المجتمعات والمنظمات إتخاذ إجراءات تحذيرية وتوعوية وعقدالندوات والدورات التدريبية التى تؤهل الاشخاص لكيفية التصدى للتحرش وإيقافه كما سيكون من المفيد أكثر إنشاء خط إتصالات لتلقى الشكاوى والابلاغات وبالتالى إتخاذ إجراءات فورية ومناسبة فى التعامل مع كل حالة ومتابعتها وصولا الى حلهاومعالجتها .

كما أن هناك أيضادوراً هاما للاهل فى مواجهة هذة الظاهرة وذلك من خلال مصارحة بين الاهل والابناء بل يتوجب عليهم تلك المصارحة ويتحتم على الاهل تدارك هذا الامر والتعامل معه بشكل منفتح وجادى لان ذلك يمكنهم من التصالح ومقاومة الاكراه والقدرة على اتخاذ إجراءات وقرارات أكثر سلمية .

اظهر المزيد