“الخبر الحصرى”مصطفى جاب الله وخلطته السحرية التي حير بها خبراء العالم فى فن النحت

كتبت / نورهان البهنساوى 

“ينشر الخبر الحصرى”

ابن قرية البهنسا التي لقبت عبر العصور القديمة بالبقيع الثاني

كان فى أواخر حكم الملك فاروق حصل مصطفى جاب الله على الشهادة الإبتدائية، وكان فى ذلك الوقت قرار الرئيس جمال عبد الناصر الذي ينص على أن من يتجاوز سن ال16 عام لا يستطيع الالتحاق بالمدارس العليا، وفقد مصطفى جاب الله سمعه منذ صباه ولم يكن ذلك عقبة في حياته.

فكان والده تاجر آثار برخصة 113 المنيا، وكان مصطفى يزاول مهنة النحت من خلال الكتب الفرعونية والإسلامية والقبطية من خلال رؤية الآثار، ولم يكتف بذلك فكان ينظر إلى التماثيل الأثرية الذى كان يتاجر بها والده وحاول في تقليدها حتى أصبحت تماثيل مصطفى جذابة، فالتجار تركوا الآثار الحقيقية التي كان يتاجر بها والدة وأقبلوا على شراء تماثيل مصطفى جاب الله.

وفى يوم من الأيام تم القبض على مصطفى جاب الله بتهمة تجارة آثار غير رخصة، وتم عمل محضر له في نقطة صندفا، وبعد ذلك تحول المحضر إلى قسم مركز بنى مزار
وأثناء حبسه في السجن طلب من وكيل النيابة أن يحضر له حجر وبعض من الأدوات التي كان يستخدمها فى نحت التماثيل، فاستجاب له وكيل النيابة وأحضر له كل ما طلبه مصطفى جاب الله، فبدأ مصطفى فى عمل تمثال مثل المضبوط فى المحضر ووضع بداخله نقود وعندما جاء موعد الجلسة كان قد تم الانتهاء من نحت التمثال.

وتم تحديد ميعاد الجلسة له، فطلب مطصفى من القاضى أن يدافع عن نفسه، فقدم مصطفى جاب الله التمثال للقاضى قائلًا له هذا التمثال نفس التمثال الذي تم ضبطة معي، قال له القاضى “ايوه”، فطلب منه مصطفى أن يكسر التمثال فاستجاب له القاضى، فنزل من التمثال نقود حديدية، فقال لة
ه مصطفى هل الآثار الحقيقة تكون بداخلها نقود، رد القاضي قائلًا “لا”، فقال له مصطفى “براءة”، فقال له القاضى “مصطفى جاب الله براءة”.

وأوضح لنا مصطفى أن الفراعنة كانوا يعتمدون على المواد الأساسية من ماء وملح و شاى وتراب في عملية التحنيط وصنع التماثيل، وأنه استطاع أن يسير على نهجهم لتخرج تماثيله بشكل عبقري لا يختلف إطلاقًا عن التماثيل الفرعونية الأصلية.

وصرح لجريدة الخبر الحصري قائلًا: أن العمل من الله والعقل من الله وإن ما وصل إليه من خبرة وموهبة كانت مجرد منحة وهبة ربانية ليس له فيها إلا حسن إستغلالها ليصبح بحق أكبر نحات على مستوى العالم”

وتم تعيينه بوزارة الثقافة، أول درجة حصل عليها من تاريخ تعيينه درجة خبير نحت قائلًا:” الحمد لله”، ومن بعدها لم يحصل على أي علاوات، أو حتى ترقيات، وبعد سنوات طلبوا من مصطفى أن ينتقل إلى الدرجة الثالثة، فقال لهم :الدرجة الثالثة لا توازي درجة خبير، عاش فى الثقافة من 16/7/1979 حتى 16/7/1999 .

كما أنه شارك فى عمل معرض النصر والسلام وكان فى عهد محمد يوسف وكيل وزارة الثقافة وحسين مهران وحمدى غيث، وقام بعمل المعرض في مدينة الفنون بالقاهرة،
وكانت مديرة الفنون فى ذلك الوقت نادية أمين، وكانت هي من تنظم المعارض وتقوم بعمل اشتراك لهم، وكان معرض أساتذة الجامعات معرض العيد الأول للفن والثقافة، وحصل مصطفى جاب الله على الفائز الأول بالمعرض وكان هذا اليوم من احسن الايام بالنسبة له.

وفى يوم من الأيام رأى فى جريدة الأهرام إن أبو الهول فى خطر، ويقدم له العلاج اليونسكو بالحقن فى الظهر، واستعجب لذلك وأخبر مصلحة الآثار أن علاج اليونسكو خطر على الصنم، فأرسلوا له دعوة، فذهب مصطفى إلى الشئون الهندسية بالعباسية فقابله في مبنى الهيئة “طلعت شاهين”، قائلًا: “له رايح فين يا مصطفى” فقال له مصطفى: “جاى اعمل معاينة لأبو الهول”، فرد عليه شاهين قائلًا “يبقى عايز تسرق أبو الهول” فقال له مصطفى “تعالى شيلنى”.

ولم يكتفي بذلك فقد جاءت إليه القنوات الفضائية، وسجلت معه أفلام وثائقية لحياته مثل قناة الصعيد وقناة الجزيرة الوثائقية.

ويوجه “مصطفى جاب الله ” من رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا له : «أبلغ من العمر نحو 83 عامًا ولدى من الأبناء والأحفاد 77، فيهم فنانون مبدعون قاربوا سن المعاش، في مقدمتهم الفنان حسنى جاب الله نجلى الذي أدعو أن تهتم الدولة بفنه وتساعده على فتح متحف أثرى خاص به في محافظة المنيا”.

اظهر المزيد