“الخبر الحصرى”ميادة عابدين : عدوة الرجل وصاحبة نظرية طلق مراتك تحبها أكتر
كتب/ محمد ياسر
“ينشر الخبر الحصرى”
كاتبة مثيرة للجدل, من للوهلة الأولي حين تقرأ عناوين مؤلفاتها ، المفاجيع، يستاهلوا الديح، طلق مراتك تحبها أكتر ،بنت المتحرش، وقد يتبادر إلي ذهنك سريعا أنها تسعي جاهدة لإثارة الجدل باختيار عناوين مثيرة وصادمة من أجل الشهرة وتسليط الضوء عليها، بلا شك فالعناوين والتي تطرح كثير من التساؤلات والجدل تجعلك تهاجمها دون أن تقرأ، لكن المفاجأة تصبح مدوية أكثر بعد القراءة لتكتشف أن مؤلفات ميادة عابدين سواء تتفق أو تختلف معها ، تخترق النفس وتناقش قضايا إجتماعية في غاية الخطورة لكل أسرة مصرية، لذلك سنلقي الضوء علي مؤلفات الكاتبة ميادة عابدين وهي بلا شك الأكثر جدلا في الآونة الأخيرة من خلال حوار وتصريحات خاصة “لجريدة الخبر الحصرى”.
قالت ميادة عابدين، اتجهت للكتابة بعد عشر سنوات من العمل في الصحافة الاقتصادية والإعداد في بعض برامج التلفزيون ك إنت الراجل علي قناة المحور ٢٠٢١ وغيرها ، رأيت وعرضت عشرات المشاكل الإجتماعية التي تخص المواطنين وخاصة الأسرية منها ، ولعل هذه الفترة كانت بالنسبة لي تهيئة مناخ وشحن طاقة لتنطلق كتاباتي في قضايا إجتماعية أردت الحديث عنها منذ سنوات ، وحددت منهج وأسلوب كتاباتي التي أخذت الطابع الساخر وباللغة العامية التي تصل لكل الناس من جميع الفئات العمرية ، وكل إصدار يتحدث عن قضية بذاتها من خلال عدد من الحكايات تهم المرأة المصرية والعربية ، وتناقش قضايا كالطلاق والمعنوية والتحرش وتربية الأطفال ، وقد أطرح الحل أحيانا من وجهة نظري وأبحث عن حلول مع القارئ من ناحية أخري .
أضافت ، تعرضت لهجوم شرس واتهامات متعددة ، منها أنها تدعو إلى خراب وتدمير الأسرة المصرية ، وأنها من أنصار الدعوة إلى الطلاق لتتزايد أعداد المطلقات ، أو أنها تهدم قيم المجتمع المصري وتدعو إلى تدني الأخلاق ، ليس هذا فحسب بل اتجه البعض لمهاجمة اسم ميادة عابدين نفسه، لكن مع الوقت يتضح للقارئ المهاجم قبل المدافع مدي قيمة وأهمية كتاباتي، فكتاب ” طلق مراتي تحبها أكتر ” رغم أنه يتناول قضية الفتور بين الرجل والمرأة وكيفية حلها ، ويقدم فكرة الطلاق كحل بديل أحله الله سبحانه وتعالي، إلا أن الكثيرين رفضوا الفكرة علي اعتقاد أنني أشجع علي الطلاق ، ومرت الأيام وظهرت حالات وصلت من الخلافات الي قتل الأزواج، فهل كان الأفضل ” فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ”
أم مشاهد القتل التي هزت المجتمع المصري .
أشارت ، كتاب ” بنت المتحرش” والذي صدر أخيرا في معرض الكتاب وهاجمه البعض أيضا دون قراءة اعتقدوا أنه دعوة للتنمر والإثارة ، رغم أنه يتناول ٥ حكايات لفتيات لأب متحرش،وناقش كيفية تصرفهم داخل المجتمع وداخل المنزل، ومدي المعاناة النفسية لهن كلا علي حده ، الكتاب الذي حمل عنوانا فرعيا ” في ناس نصيببها من الدنيا فضيحة ” ، في إشارة صادمة لما تتعرض له بنت المتحرش من ألم مادي ونفسي فنظرة المجتمع لهن قاتلة مما جعل إحدي الفتيات تقدم علي الانتحار وهو ما تناولته مثلا في رسالة لها لوالدها في الكتاب تقول : عاوزه أقولك إني كرهت اليوم اللي اتولدت فيه بسببك، أنا مش عاوزه أعيش في الدنيا تاني وإنت أبويا لو كنت أقدر امحيك من حياتي ما كنتش ترددت لحظة بس اللي أقدر أعمله إني أمحي نفسي من الدنيا كلها مش هقدر أعيش فيها تاني وأنا بنتك، إنت ما عرفتش تكون سندي في الدنيا، كنت قاسي لدرجة إنك ما قدرتش تكون أمين عليا، لو وصلت لك الرسالة دي بص في عيوني كويس وإنت بتقراها عشان أقولك إنت ما تنفعش تكون أب، وإنت اللي قتلتني، التجربة كانت قاسية قوي عليا وأنا أضعف من إني أقاومها، جزء من رسالة انتحار هند. هذه الرسالة وجدت بداخل شنطة هند المدرسية”، وهو الأمر الذي يجعلنا نتساؤل هل هن جاني أم مجني عليهن وكيفية معالجة مثل هذه الحالات الواقعية.
أوضحت، كتاباتي والحكايات التي بداخلها علي حد تعبير عدد من الكتاب والنقاد ، قد تكون فرصة كبيرة لعودة الدراما الإجتماعية علي شاشات السينما والتلفزيون والمسرح ، من خلال كتاب السيناريست ودراماتورج ، لمناقشة قضايا بالفعل تهم المصريين ، فذاكرة الدراما التلفزيونية مثلا في مسلسلات ك الشهد والدموع، أبنائي الأعزاء شكرا، العائلة، وغيرها كانت سببا كبيرا في معالجات سلبيات كثيرة داخل الأسر المصرية.
أكدت، اهتمامها ودعمها الكامل لقضايا المرأة وهذا لا يعني أنها عدو للرجل، لكنها في بعض الحكايات دافعت عنه بشكل أو بآخر، فقد يتعرض للظلم من خلال تربية معينة فيصبح ” منوي عين أمه” ومن ثم صراع الأم والزوجة، وغيرها من مشاكل كثيرة يتعرض فيها الرجل للظلم، لكن ما يعيب الرجل من وجهة نظر ميادة عابدين هو ” كبرياءه” الذي يمنعه كرجل من الحديث عن مشاكله وما يتعرض له من ظلم وقهر، وهو الذي يجعله يتعرض لأزمات تؤثر بلا شك عليه نفسيا واجتماعيا.
